الارتفاع السريع في المدفوعات عبر الإنترنت يقابله زيادة في الاحتيال عبر الإنترنت في الشرق الأوسط، ولكن هناك تدابير مختلفة يمكن للمرء اتخاذها لحماية الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والتجارة الإلكترونية، وفقاً لخبراء أمنيين.
بقلم ستيفن بوند
من المتوقع أن ترتفع عائدات التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط بنسبة
أكثر من الثلث بين 2010 و2015، وفقاً لتقرير الإنترنت في الشرق الأوسط
وتجارة التجزئة الإلكترونية لعام 2012 الصادر عن yStats.com.
لكن هذه الزيادة في التسوق عبر الإنترنت في المنطقة توفر فرصاً أكبر
للاحتيال عبر شبكة الإنترنت، حيث 70٪ من عمليات الخداع الإلكتروني على
مستوى العالم تتعلق الآن بالمدفوعات عبر الإنترنت، وفقاً لكاسبيرسكي لاب.
البرمجيات المضادة للفيروسات تقلل من المخاطر، لكن يجب على المستخدمين التصفح بأمان أكثر
الحزم التقليدية المضادة للفيروسات تقدّم أدوات تقلل بشكل كبير من خطر
الإصابة بعدوى أحصنة طروادة، بتقنيات مكافحة الخداع والوقاية من فيروسات
شبكة الإنترنت والملفات على حد سواء. لكن مجرمي الإنترنت أصبحوا أكثر
ابتكاراً بشكل متزايد ويصدرون برامج خبيثة معدّلة لتجاوز الحماية.
"المشكلة هي أن مستخدمي الإنترنت في منطقة الشرق الأوسط يتحمسون للاشتراك
بخدمات الإنترنت دون الاهتمام بالآثار الأمنية الكامنة" كما يقول نيكولاي
سولينغ، مدير الخدمات التقنية فيAG HELP.
"مجرمو الإنترنت حريصون على الاستفادة من هذا الاتجاه المتنامي. بما أن
تحقيق مكاسب مالية هو الدافع الرئيسي وراء مثل هذه الأنشطة، فإن ضحايا سرقة
الهوية على الإنترنت سيتكبدون خسائر مالية كبيرة".
كلما ارتفع حجم ومستوى التطور التقني للهجمات الخبيثة، فإن مستخدمي
الإنترنت في الشرق الأوسط بحاجة إلى اتخاذ تدابير استباقية لحماية أنفسهم
وسولينغ يقدم الاقتراحات التالية:
ادرس نقطة النهاية عند إجراء المعاملات
واستخدم أجهزة كمبيوتر تثق بها. الحواسيب غير المعروفة في
الكليات أو مقاهي الإنترنت، قد تؤثر سلباً، لذلك فإنه أكثر أمنا دائماً
إتمام معاملات الخدمات المصرفية عبر الإنترنت من المنزل. يمكنك أيضاً
استخدام حاسوب لوحي لم يتعرض لأي تعديل، حيث أن البرامج الخبيثة غير متطورة
نسبياً على هذه الأجهزة.
لكلمات المرور أهمية قصوى
فهي خط الدفاع الأول ويجب أن تكون فريدة من نوعها. حتى
كلمات المرور الجيدة التي تتكوّن من أحرف وأرقام يمكن أن تنكشف إذا تم
استخدامها لحسابات متعددة. الخرق الأمني الذي تعرض له موقع لينكدين مؤخراً
أدى إلى سرقة 6.5 مليون كلمة سر، لذا فإن جميع المستخدمين الذين يستخدمون
كلمة السر نفسها لمواقع أخرى قد عرّضوا حساباتهم تلك للخطر.
تصفح بأمان
على الرغم من التحديثات المستمرة، فإن معظم برامج التصفح
معرّضة لطلبات مزورة عبر المواقع. يمكن اختطاف جلسة مصرفية مصدّقة من قِبَل
مواقع مفتوحة في نوافذ أخرى. قم ببساطة بإغلاق نوافذ المتصفح الأخرى عند
تسجيل الدخول إلى التطبيقات الحساسة.
حافظ على متابعة التحديثات
ليس فقط المتصفح ونظام التشغيل اللذين يحتاجان إلى
تحديثات أمنية متكررة. من المهم أن لا تؤخر تثبيت أحدث التصحيحات لمنتجات
أدوبي وجافا وفلاش... إلخ.
تخلص من روبوتات الويب
بدلاً من جعل الحاسوب يدخل في مرحلة السبات دائماً، حاول
أن تغلقه بشكل كامل. إعادة التشغيل الكامل تمحو العديد من أنواع البرمجيات
الخبيثة.
وسائل الإعلام الاجتماعية والبريد الإلكتروني الأنشطة الأخطر المبنية على الثقة
أعلى نسب مخاطر الاحتيال على شبكة الإنترنت ضد المستخدمين الفرديين تأتي عن
طريق استخدام وسائل الإعلام الإلكتروني والاجتماعي نظراً لثقتك من أن
الرسالة مرسلة من 'مصدر معروف' كما يوضح ديمتري بستوجيف، رئيس فريق الأبحاث
والتحليل لدى كاسبيرسكي.
"لأسماء وكلمات السر للشبكات الاجتماعية قيمة عالية لدى مجرمي الإنترنت،
لأنها تتيح لهم ارتكاب أنواع أخرى من الجرائم - وهذه أنواع عدوى محددة. نرى
أن عمليات الاختطاف التي تجري في بعض البلدان تتمّ بناءً على معلومات تمّ
الحصول عليها من خلال اختراق شبكة الإنترنت، وهذا النوع من الجرائم يغذي
الجريمة الكلاسيكية".
أظهرت دراسة حديثة أن مستخدمي شبكة الإنترنت قد أصبحوا واعين لمحاولات
الاحتيال عبر البريد الإلكتروني، ولكنهم أكثر عرضة للمخاطر عبر وسائل
الإعلام الاجتماعية.
"أجرينا بعض البحوث في العام الماضي، وسألنا المستخدمين إن كانوا يقبلون
بفتح أي ملف مرفق من مرسل معروف" كما يوضح رئيس خبراء الأمن لدى كاسبرسكي،
أليكس غوستيف. "أجاب واحد من 20 بنعم وأنه يمكن أن يفتح أي شيء. طرحنا
السؤال نفسه بالنسبة لروابط إلكترونية من خلال أحد الأصدقاء على الشبكة
الاجتماعية - حيث أجاب 10 أشخاص بنعم".
"معظم المستخدمين يتصلون بالشبكات الاجتماعية يومياً. إذا كان لديك 1000
متابع على حساب تويتر واستطاع أحد ما إرسال رابط إلكتروني خبيث عن طريق
حسابك الخاص، فإنه من المحتمل جداً أن ينقر هؤلاء المتابعون على هذا الرابط
ويصابوا بالعدوى" كما يوضح غوستيف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق